كان هذا القصر عند إنشائه عبارة عن فناء أوسط كبير خصص كحديقة للقصر، تتوزع حوله عناصر القصر وأهمها جناح الحرملك والمقعد واللواحق والتوابع والأسطبل.
لم يتبق من القصر الآن إلا الواجهتان ( الرئيسية المطلة على شارع السيوفية ، والخليفة التي تطل على درب الميضأة "حارة الشيخ خليل" ) والمقعد، وهم من تجديدات على أغا دار السعادة.. وبقايا قاعات الحرملك التي تهدم أغلبها، هذا بالإضافة إلى القاعات المستحدثة التي استخدمت كمخازن أو قاعات دراسية.
كتلة المدخل الرئيسي:
عبارة عن دخلة متوجة بعقد مدائني مقرنص أسفلها فتحة مستطيلة يغلق علهيا باب من ضلفة واحدة، تؤدي إلى دراكة مربعة يسقفها قبو متاقطع على جانبها الشرقي والغربي دخلتان تفتح كل منهما على فناء مستطيل (صحن القصر).
كما فتح بأحدى الحواصل المطلة على شارع السيوفية مدخل أخر ثانوي يقع إلى الشرق من المدخل الرئيسي.
المدخل الفرعي:
وصفته حجة على اغا بأنه باب سر القصر، والمدخل يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من القصر ويطل على درب الميضأة (حارة الشيخ خليل) وهو مدخل ذو عقد مدائني تكتنفه مكسلتان حجريتان يحصران بينهما فتحة باب ذات عقد نصف دائري يغلق عليها مصراعان خشبيان خاليان من الزخارف.
تؤدي فتحة الباب الى فراغ مستطيل تهدم سقفه، بها فتحة باب في الجدار الجنوبي يعلوها عتب جرانيتي أسود، يعلوه رنك من الرخام يتوسطه كأس يرمز الى وظيفة الساقي. إحدى الوظائف التي تقلدها الأمير طاز – يعلو المدخل نافذة وسطي صغيرة يعلوها قنطرة مقرنصة، يؤدي هذا المدخل إلى ممر منكسر ينتهي الى القاعة السفلية (المندرة).
ويواجه المدخل عمود ذو بدن مستدير من الجرانيت له قاعدة مربعة وتاج كورنثي يرتكز عليه عقدان مدببان مشهران.
القاعات:
للقصر قاعاتان، قاعة سفلية وقاعة علوية:
القاعة السفلية أمتلأت بالصلبات التي شيدت لدرء الخطورة قبل دخول مشروع ترميم القصر ضمن مشروع تطوير القاهرة التاريخية.
القاعة العلوية لم يتبق منها إلا الجدار الشمالي الشرقي وتشير الصور الفوتوغرافية (السلبيات) التي تم العثور عليها ، والتي تظهر القاعة قبل تهدمها الى أن مكوناتها كانت عبارة عن دور قاعة وإيوانين يتوسط الدورقاعة نافورة، وكان يسقف الدور قاعة قبة خشبية، ويسقف الإيوانين سقفان مزخرفان، أما جدران القاعة فكانت مغطاه بطبقة من الجص التي تبين أن الحوائط كانت مبنية بالحجر واستكملت بمداميك من الآجر حتى السقف. وتشرف كتلة الحرملك على الفناء بشبابيك من الخشب البغدادلي يعلوها ثلاثة شبابيك مستديرة (قمريات).
الإيوانات المطلة على الدرقاعة:
الإيوان الشمالي (البحري)
وهو إيوان مربع كان يغطيه سقف ذو زخارف هندسية من أطباق نجمية وزخارف نباتية أسفله إزار خشبي يشتمل على زخارف نباتية، ويحيط بالإيوان عند أسفل مستوى رجل العقد الحامل للشخشيخة شريط كتابي منفذ بالحفر على الخشب الملون ويشتمل على اسم وألقاب الأمير وتتوسطه جامات زخرفية نباتية ويحيط بالشريط الكتابي من اسفل ومن أعلى إطاران من الزخارف النباتية وتبقى من النص الكتابي ما يلي "بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشاء هذا المكان المبارك السعيد من فضل الله الكريم وكل عطائه العميم المقر الاشرف العالي المولوي المخدومي الغازي المجاهدي المرابطي" ويتوسط هذه الكتابة رنك الكأس.
ويفتح على الإيوان بابان أحدهما بالجهة الشرقية والآخر بالجهة الغربية وكل منهما يؤدي الى حجر جانبية تطل على الصحن بشباكين، والحجرة بالجهة الشرقية لها سقف ذو زخارف هندسية وأشكال وريدات مفصصة وأطباق نجمية صغيرة، وإنها إزار عليه كتابات نسخية باللون الأزرق على أرضية بيضاء تشتمل على ألقاب الأمير طاز أمر بإنشاء هذا المكان المبارك.
المظفر العالي المولوي الأميري الآجلي الكبيري المخدومي المجاهدي المرابطي المثاغري الهمامي القوامي العلي الزعيمي "ويتخلل الكتابات جامات مستديرة عليها رنك الكأس وآخر رنك كتابي من ثلاثة أشطب بالشطب الأوسط "عز لمولانا السلطان".
الإيوان الجنوبي (القبلي):
عبارة عن مساحة مستطيلة كان يغطيها سقف خشبي مزخرف بزخارف هندسية ولكنه مفقود.
الساقية العلوية:
توجد بالجهة الشمالية من الحمامات العلوية الملحقة بالقاعة الرئيسية وذلك لتخدم احتياجات الطوابق العلوية للقصر وتمدها بالماء اللازم لها، وعدة الساقية مفقودة ولكن البئر الذي يغذي الساقية بالماء وحوض التجميع موجودان وقد تعدى اهالي المنطقة المجاورة عليه بالبناء الأمر الذي جعل من الصعب تحديد معالمه قبل عمل الحفائر التي سنتناولها تفصيليا.
الاسطبل:
يقع بالجهة الجنوبية الشرقية المقابلة للمدخل الكبير الرئيسي وقد تهدمت أغلب عناصره نتيجة للتعديلات التي أحدثت منذ عهد محمد عليه حتى الآن.
المقعد:
تذكر وثيقة وقف على اغا أن المقعد من إضافات على قصر الأمير طاز وصفته بأنه ديواني وهو من مستويين مقعد أرضي ومقعد ديواني.
والمقعد الأرضي قسم حديثاً الى حاصلين، أما المقعد الديواني فيتوصل اليه من خلال سلم صاعد يؤدي إلى مدخل عبارة عن حجر غائر ذي عقد مدائني بسيط تكتنفه من أسفل مكسلتان حجريتان بينهما فتحة باب ذات عتب حجري تزينه أطباق نجمية يعلوه مستطيل تتخلله مستيطلات ومربعات مزينة بزخارف نباتية وهندسية وكتابية يؤدي المدخل الى سلم صاعد يؤدي الى المقعد.
والمقعد عبارة عن مساحة مستطيلة تطل على الفناء ببائكة من أربعة أعمدة رخامية ذات زخارف دالية، يحيط بكل منها جفت لاعب ينعقد في ميمة دائرية وقد غشيت هذه البائكة بحجاب بديع من خشب الخرط عبارة عن فروع وأوراق نباتية متشابكة بينما يمتد بطول هذا المستوى العلوي للمقعد رفرف خشبي مائل يرتكز على خمسة كوابيل من الخشب.
سقف المقعد يتكون من براطيم خشبية تحصر بينها مساحات غائرة على هيئة مربعات ومستطيلات مجلدة بالتذهيب وملونة باللون الأزرق وتشتمل على زخارف هندسية وأطباق نجمية وزخارف نباتية تتألف من زهور ووريدات مفصصة وأوراق نباتية ثلاثية ويوجد أسفل السقف إزار خشبي يحتوي على كتابات نسخية بآيات من سورة الفتح الآية رقم 1-5 بينما نجد في إزار الناحية الغربية بقايا كتابات نسخية نصها .. "على أغا خازندار دار السعادة كان الله له سنة 1089 هجرية مطموسة الآن "، وفي جوانب الإزار ووسط كل جانب أيضا توجد مقرنصات زخرفية من الخشب.
القاعات الملحقة بالمقعد:
فتح على المقعد ثلاثة أبواب تؤدي الى قاعات استحدثت أثناء استخدام القصر كمدرسة.
أحد هذه الابواب يؤدي الى قاعة ذات مساحة مستطيلة بها شباكان مستطيلان بالجدار الشمالي الغربي المطل على شارع السيوفية أما الجدار الشرقي فيه فتحة باب مستطيلة تؤدي إلى درج سلم ينتهي الى فتحة باب مسدودة الآن كانت تؤدي الى قاعة المغاني الخاصة بالقصر لتمكنهم من المشاركة في الاحتفالات المقامة داخل المقعد (السلاملك) من خلال شبابيك خرط او مشربيات، هذا بالإضافة الى شباك بالجدار الشرقي من القاعة الجنوبية الغربية التي تطل على شارع السيوفية يجاور فتحة الباب المؤدية للسلم السابقة الذكر وهذا الشباك من الخشب الخرط ويمثل الحد الغربي لقاعة المغاني التي نبع تصميمها من منطلق ديني بحت وهذا ما يميز البيت الاسلامي حيث الخصوصية لحريم القصر.
اما سقف القاعة فيزخرفه زخارف هندسية عبارة عن مستطيل كبير في الوسط بداخله ثلاثة مربعات ويؤزر السقف شريط كتابي عبارة عن بحور تحمل كتابات الخط الفارسي من بردة البوصيري باللون الابيض.
على ارضية زرقاء ويتخللها وريدات من زهرة القرنفل واللالا.
هذا وقد ونتج عن انهيار الواجهة الرئيسية للقصر انهيار الجدار الشمالي الغربي لهذه القاعة وهو جزء من الواجهة الرئيسية، وعندما قام على اغا دار السعادة بتجديد الواجهة فقد نتج عن ذلك دخول الجدار الشمالي الغربي للدفترخانة على خشب السقف المزخرف نفسه مما أدى بدوره إلى فقدان الإزار الشمالي الغربي للقاعة والذي تم اكتشافه داخل المخلفات ثم تمت إعادته الى مكانه مرة اخرى .
وهناك بعض القاعات التي شيدت بالمنطقة التي تعلو المدخل الرئيسي للقصر ولكن نظراً لكثرة التعديلات التي حدثت عليها والاستخدامات التي استخدمت بها أفقدتها أغلب عناصرها ولم يتبقى لنا سوى بعض الجدران الخالية.